﴾أَلَمۡ نَجۡعَل لَّهُۥ عَيۡنَيۡنِ، وَلِسَانٗا وَشَفَتَيۡنِ، وَهَدَيۡنَٰهُ ٱلنَّجۡدَيۡنِ﴿

تفسير القرآن الكريم

محمد باباعمي

2/12/20241 min read

﴿أَلَمۡ نَجۡعَل لَّهُۥ عَيۡنَيۡنِ، وَلِسَانا وَشَفَتَيۡنِ، وَهَدَيۡنَٰهُ ٱلنَّجۡدَيۡنِ﴾ ذكرت الآية النعم تصاعديًّا: البصرَ بالعينين، والكلامَ باللسان والشفتين، والعقلَ وهو مصدر التمييز بين النجدين؛ ولم تذكر السمع، لعله لتلازم النطق مع السمع، فالأصمُّ لا يتكلَّم، ويُذكر علميا أنَّ "الصمَّ يعانون في معظمهم من فقدان السمع البالغ الشدَّة"؛ وبهذه الجوارح وبالعقل استكملت الآية أصول التعليم والتعلُّم؛ وبها يستكمل الإنسان شروط الطاعات، ويتفادى أسباب المعاصي؛ ومن يقدِر هذه النعم حقَّ قدرها، ويعرف لصاحبها وهو الله سبحانه قدرَه؛ فذلك الذي اقتحم العقبة، وهو الذي ينفع نفسه، وينفع الخلق، ويلازم الإيمان، ويصبر ويتواصى بالصبر، فيكون مصيره الجنة، من أهل الميمنة؛ ومن يعطّل هذه الأسباب يكن شقيًّا، من أصحاب المشأمة، والعياذ بالله.