الإنسان الأوَّل (بين الوحي الرباني، والنظرية البشرية)

كلُّ اللغط الذي حام حول الإنسان الأوَّل، وحول أصل الإنسان، لم يكن إلاَّ لأنَّ البشرية باسم العلم أبت أن تصغي للذي خلق الإنسان، وادعت نظريات تلغي الخالق وتحلُّ محلَّه آلهة وهمية، من مثل: الانتخاب الطبيعي، أو الطحالب، أو الصدفة... وقصَّة خلق آدم عليه السلام، وإسجاد الملائكة له، ثم تمرد الشيطان، وعصيان آدم ربه، ثم إنزاله من الفردوس إلى الأرض، وابتلاؤه بعد أن تاب عليه؛ كلُّ ذلك مبسوط في كلام الله تعالى، وهو ليس "نظريةً"؛ وإنما هي "حقيقة وجودية"، تتجاوز مجرد "الحقيقة العلمية"؛ إنَّه الحق من ربكم، فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر. وادعاء أنَّ ما جاء في القرآن الكريم عن خلق الإنسان، من قصة آدم عليه السلام، ما هو إلاَّ "أسطورة"، أو "قصة رمزية" ليس لها في الواقع وجودٌ حقيقيٌّ... هذا الادعاء ردٌّ للحقّ، وتكذيبٌ بما جاء من عند الله تعالى، وفتحٌ لبابٍ من الجحود لا يعلم خطَره وضرره إلاَّ الله تعالى. وهذا الموضوع ليس كلأ مباحا لضعاف العقول، فيقولوا فيه بغير علمٍ ولا هدى ولا كتاب منيرٍ؛ إنما هو "وحي يوحى، علَّمه شديد القوى"، وهو كذلك لأنه "ما ضلَّ صاحبكم وما غوى، وما ينطق عن الهوى". ------------- وانظر مقالة: الطحالب الآلهة، محمد باباعمي. - ملاحظة: ليس من عادتي حذف التلعيقات التي تخالفني، لكن حين يحتوي تعليق ما على قلة أدبٍ في الحوار مع الآخر؛ لا أضيّع الوقت في الجدال، بل أحذفه، ولا مرحبا بعلم يقوم على اللجاج. - لمن يصبر على المطالعة أنصح بقراءة: الإسلام بين الشرق والغرب لعلي عزت بيجوفيتش؛ لماذا الدين ضرورة لهوستن سميث؛ طغيان العلم، لبول فييرابند؛ الإيمان بالخالق والعلم، لجوردون ليدنر؛ الحقيقة الإلهية، لحمزة تزورتس؛ ونفسية الإلحاد، لبول فيتز... الخ.

محمد باباعمي

2/20/2023