﴾وَإِذَا ٱلۡأَرۡضُ مُدَّتۡ﴿

(سورة الانشقاق: الآية 3)

تفسير القرآن الكريم

محمد باباعمي

2/11/20241 min read

اتفق المفسّرون على المعنى اللغوي للمدّ، وهو البسط والدكُّ؛ وقد بيَّن الحديث الشريف الصورة الذهنية للمدّ، قال ﷺ: "تمدُّ مدَّ الأديم"، والأديم الجلدُ مثل جلد الناقة؛ ذلك أنَّه إذا مُدَّ زال كلُّ انثناءٍ وارتفاعٍ فيه، وصار أوسع ممَّا كان عليه قبل المدّ، وانثناء الأرض جبالها وهضباتها، فهي تدكُّ دكًّا كما في آيات أخرى؛ وتبقى تفاصيل أخرى وردت في المصادر ليس لها أساس من الصحَّة، كأن يُقال إنها تصير واسعة للحشر؛ وبعضُها حاول إيجاد تفسير علميٍّ لهذا المدّ؛ ولكنَّ السؤال: هل أحكام قيام الساعة خاضعة للقوانين العلميَّة، وجاريَّة مجرى النظريات الفلكيَّة والكونيَّة؟ أي: هل هي من خصوصيَّة العلم؟ أم من خصوصيَّة الإيمان؟ والحالُ أنَّها غيب، وأنَّ ما نعرفه عنها هو ما جاء وحيًا، ولا تملك العلوم أن تقول فيها، ولا في بداية الخلق، قولاً فصلاً؛ وإذا كان من نظرية فهي مجرَّد تخمينٍ لا حقيقة علمية.