عرض الدين بمنهج العلم: السقوط الحر
د.محمد باباعمي
8/16/20251 min read


"لا يمكن للمرء إلا أن يشعر بمزيج من الشفقة والأسى محاولات بعض دعاة الدين، والمسلمين منهم على وجه الخصوص، إلباس الدين لباس العلم. وهي محاولات يائسة لأنَّ الدين تعريفًا لا يخضع للفحص والتمحيص ولا يُتحقَّق منه، ولا يمكن بالتالي تفنيده أو دحضه جزئيًّا أو كليًّا. خلافا للعلم. لا يعي هؤلاء الدعاةُ أنهم في محاولتهم العلمياتية البائسة إحاطةَ الدين بهالة من العلم التي هو في غنًى عنها، إنما يهبطون بالدين إلى مستوى الفرضية ويرفعون عن أسسه طابع الحقيقة المطلقة، وطابع الأزلية، وهما مفهومان لا يمتان إلى العلم بصلة" (بغدادي، مقدمة بوبر، ص29)
لعلَّ تيار "الإعجاز العلمي" من جهة، وتيار "عرض الدين على العلم" من الجهة الأخرى؛ يمثلان أسوء محاولة فكرية في التعامل مع العلم ومع الدين في تراثنا الإسلامي المعاصر؛ ذلك أنَّ الإعجاز العلمي هو عرضٌ مبطَّن للدين على العلم، ليصدق أو يكذب ما جاء به الوحي؛ وبالتالي فهو جهد الأصل فيه أنه يتطور ويمكن تفنيده، خلافا لأصل الدين الذي يستعصي على التجربة، وعلى البرهان الرياضي؛
وكذلك تأتي موجة العلماويين الذين يجعلون من العلم حكما على كل شيء، بما في ذلك ما كان من قبيل المتعالي والمتجاوز؛
ولذا فنحن في مجال الدين نؤمن ونسلم، وفي مجل العلم نستدل ونجرب؛ وشتان بين هذا وذاك.
محمد بن موسى باباعمي
