غزة، حيث الزمن قد استدار
د.محمد باباعمي
1/22/20251 min read


بسم الله الرحمن الرحيم
غزة، حيث الزمن قد استدار
ليست غزة وما تقدمه لنا من دروس وعبر مجرَّد حدث عابر، أو حرب ضد العدو الصهيوني ينتهي بهدنة أو سلام هش؛
وإنما غزة من يوم "طوفان الأقصى" إلى إعلان الهدنة، وإلى المستقبل بما يحمله من مفاجآت لا يعلم مداها إلا الله؛
إنما غزة "تحوُّل في التاريخ"؛ وانتقالٌ من عهد التبعية والخنوع المذلّ، إلى الرفض والضريبة المؤلمة؛ لكن يعقبها بحول الله نصر من الله وفتح قريب؛
أولم يقل ربنا الكريم مخبرا ومبشرا: ﴿وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ﴾
ثم ألم يقل مربيا لنا ومذكّرا: ﴿أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ﴾
هنيئا للذين مُحّصوا، وهنيئا للذين زُلزلوا... هنيئا للمجاهدين والشهداء من أهل غزة رجالا ونساء، وصبايا وصبيانا... بل هنيئا للحجر الذي هدّم غزة، وللشجر الذي أحرق في غزة... هنيئا لأرض غزة وسمائها... بما شهدت، وبما ستشهد...
ويا حسرة على من لا يزال يلعق أحلامه؛ ولمن تولّى الدبر منعَّما، ولمن خان ولم ينصُر، ولمن تكاسل ولم يقُم، ولمن أخلد إلى الأرض واتبع هواه... ثم لم يرتفع إلى مقام المؤمنين الصادقين...
اللهم نصرك الذي وعدت....