إنَّ من لا يعرض أفكاره لخطر الدحض في يشارك في اللعبة العلمية"

د.محمد باباعمي

8/17/20251 min read

"لا يعود الفضل في التقدم العلمي إلى التراكم المستمر لإدراكاتنا الحسية، ولا إلى تعلمنا مع الزمن استعمال حواسنا على نحو أمثل. إن أخذ إدراكاتنا الحسية على عواهنها لا يؤدي بنا بتاتا إلى العلم مهما بذلنا في تجميعها وترتيبها. إنَّ وسيلتنا الوحيدة لوعي الطبيعة هي الأفكار وهي التوقعات اللامبررة، والتأملات الجسورة، التي لا نتوقف لحظة واحدة عن طرحها والرهان عليها: إنَّ من لا يعرض أفكاره لخطر الدحض في يشارك في اللعبة العلمية" (بوبر، ص299)
من خلال تجربة "دعوى تأسيس علم الزمن والوقت" تأكد عندي أنَّ تعريض الأفكار للدحض، لا يكون إلا في سياق خصب، يتم فيه التداول المستمرُّ في القضايا العلمية؛ أمَّا في السياق المتأزم، فلا يتم التداول، وبالتالي ينتفي التعزيز أو الدحض،
وهذا أهمُّ سبب في نظري من أسباب تخلف إنتاج المعرفة في السياقات المتأزمة؛
فهل الوظيف والرغيف هما السبب الوحيد لغياب هذا التداول؟
ومن ثم بات إيجاد سياق خصب للمعرفة الهاجس الحقيق لممارس العلم، وللأسف لم نجد الطريق السالك إلى ذلك بعد؛ ولكن إدمان الطرق من شأنه أن ينتهي بنا آخر المطاف إلى الهدف...
فهل وعينا؟
محمد بن موسى باباعمي