علم المناهج: علمٌ قرآنيٌّ... ينتظر العقل الجمعي

د.محمد باباعمي

8/18/20251 min read

"ما هي القواعد المنهجية، وما حاجتنا إليها؟ هل يوجد علم لهذه القواعد؟ هل يوجد علمُ مناهج المنهجية؟ (بوبر، ص83).

أسئلة معرفية جديرةٌ بالبحث المتعمّق الجاد. يقول بوبر: "يتوقَّف الجواب على هذه الأسئلة على نظرتنا للعلم".

وكلُّ قارئ ببصيرته للقرآن الكريم، يتأكَّد عنده أنَّ الجواب على هذه الأسئلة المعرفية لا يتأتى إلاَّ من "القبس القرآني"؛ لكن شريطة أن يجتهد العقلُ المسلم في استنباط هذه "القواعد المنهجية"،

ذلك أنَّ "العلم" في القرآن الكريم له دلالات عميقة متجاوزة لمجرد مدلول العلم الوضعي، بل وحتى العلوم الشرقية حين تعمُد إلى مصادرها لتأخذ منها بعض الأدلَّة وبعض الأمثلة.

وأعلُنها صريحةً: إنَّ "علم مناهج المنهجية" قرآنيُّ المنطلق والمصب؛ مبثوثٌ في التراث الإسلامي، بمختلف مدارسه، وبشتى تخصصاته؛ لكنه لم يستقلَّ بعدُ "علمًا أو منهجًا قائم البينان، شامخ البنية"؛ بخاصَّة أنَّ "علوم الإنسان" في حاجة ماسَّة إلى هذه القواعد، وإلى هذه المناهج؛

ومجرُّد النقل الحرفي من التراث الشرقي، أو من الميراث الغربي؛ لا يفي بالغرض؛ بل من "واجب المرحلة" أن يهبَّ "العقل الجمعي" في صياغة هذا المجال صياغة اجتهادية؛

وليس المطلوب هو الإقصاء أو الإلغاء، بل المطلوب هو الاستفادة قدر المستطاع من الموجود، والعمل على بناء ما يحتاج إليه مما هو مفقود.

محمد بن موسى باباعمي

18 أوت 2025