الوصايا العمانية والتوجيهات الربانية

(الوصية الأولى)

د. محمد بن موسى باباعمي

7/24/20241 min read

أيها الأحبَّة؛ حياةُ المرءِ قصَّة قصيرةٌ، وعبرةٌ مثيرةٌ؛ وهي تتشابك مع غيرها من "القَصص والعِبر" تشابكًا قدريًّا حكيمًا؛ فتتوافق مع البعض، وتتقاطع مع البعض الآخَر؛ روى الإمام علي رضي الله عنه، أنَّ رسول الله ﷺ قال: "الأرواح جنودٌ مجنَّدة؛ فما تعارَفَ منها ائتلف، وما تناكَرَ منها اختلف" (أخرجه الطبراني).

من هنا أبدأ، وأقول:

أوصيكم ونفسي بتقوى الله؛

فهي ملاك الخير كله؛

وهي وصية الله عزَّ شأنه للأوَّلين والآخِرين؛

والتقوى لا تبلى، ولا تتقادم، ولا ينتهي مفعولها؛

فهي تتجدَّد في كلّ عصر،

وهي المعيار الذي يحتكم إليه في كلّ مَصر؛

مَن حفظها حفظه الله، ومن خانها أخزاه الله؛

قال جلَّ في علاه على لسان كليمه موسى عليه السلام: ﴿قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ﴾؛

وقال تعالى ناصحا رسوله الحبيب محمدا ﷺ: ﴿وَأمُر أَهلَكَ بِٱلصَّلَوةِ وَٱصطَبِر عَلَيهَا لَا نَسئلُكَ رِزقا نَّحنُ نَرزُقُكَ وَٱلعَقِبَةُ لِلتَّقوَى﴾.

مسقط، عُمان

شهر الله الحرام محرم 1446ه